بوابة سلطنة عمان التعليمية ASDASDAS
سلطنة عمان وزارة التربية والتعليم بوابة سلطنة عمان التعليمية بوابة سلطنة عمان التعليمية بوابة سلطنة عمان التعليمية
علم الإنسان ما لم يعلم

الصفحة الرئيسية الهيئة التدريسية


اتجاهات تعليم الإملاء


فإن قطاع التربية والتعليم بسلطنة عُمان خطا خطوات سارعة وحثيثة نحو الأخذ بكافة الوسائل الاتجاهات الحديثة في عملية التعليم على النحو الذي يتلاءم مع طبيعة الطالب باعتباره الهدف الرئيس من العملية التعليمية، وبما لا يتعارض مع أطر المجتمع الثقافية، والفكرية، والاجتماعية.

وغير خاف أن المناهج الدراسية تشكل أداة فعلية لتحقيق رسالة التربية، فهي حلقة الوصل بين الأهداف الموضوعة والمنظومة التربوية بكافة عناصرها، عليه كان ينبغي أن يسير وضعها على خطط نافذة وجادة، ويتم تقويمها وبلورتها وفق معايير صادقة وثابتة تمكننا من الوصول إلى النتائج في أسرع وقت ممكن.

والمتأمل لمنهج اللغة العربية بشكل عام، وتعليم الإملاء باعتباره جزءاً لا يتجزأ من النظام اللغوي، ومقوماً رئيساً من مقوماته بشكل خاص، يتضح له أن تعليم الإملاء في السلطنة يتجه وفق طريق محدد، وفلسفة تعليمية مدروسة الخطى والنتائج، حيث تؤكد المناهج على ضرورة ربطه بفروع اللغة العربية الأخرى كالقراءة، والاستماع، والتعبير اللغوي بشقيه الشفهي والكتابي، إذ كثيراً ما يتم تدريسه في ظلال منهج القراءة من خلال النصوص القرائية المقررة على الطالب في المنهج الدراسي.

إن هذا الاتجاه السائد في تعليم الإملاء لاشك أنه يحقق فكرة المنهج التكاملي، وكل حلقة فيه تخدم الحلقات الأخرى، بالإضافة إلى أنه تطبيق فعلي لماهية اللغة القائمة على النطق والكتابة معاً في آنٍ واحد، إذ كل منهما يؤثر في الآخر فالقراءة الصحيحة مدعاة للكتابة الصحيحة.

وجدير بالذكر أن النصوص القرائية المختارة لتوظيف قواعد الإملاء يتم انتقاؤها بعناية فائقة بحيث تتضمن فكرة جلية سهلة اللغة، واضحة المعنى والمبنى، حتى يكون الفهم تمهيداً للكتابة الصحيحة انطلاقاً من القاعدة اللغوية (لا إملاء بدون فهم)، كما يراعى إلى جانب التكامل في طرح الفكرة أن تحمل في طياتها معنىً هادفاً، وتوجيهاً خلقياً، واجتماعياً، واقتصادياً، ووطنياً، وهي بلا شك أهداف التربية الصحيحة التي تسعى إلى تحقيقها من خلال المدرسة.

وعليه يتضح أن تعليم الإملاء ينبغي ألا يقتصر على القواعد الإملائية، بل يمتد إلى تنمية فكرة الطالب وتوسيع ثقافته ومداركه، وترسيخ القيم الوطنية في نفوس التلاميذ.

وينقسم تعليم الإملاء في مناهج السلطنة إلى نوعين الأول تعليمي حيث يتعلم فيه الطالب القواعد الإملائية من خلال القراءة، وكيفية رسم الأحرف والكلمات في تراكيب مخصصة. أما النوع الثاني فهو الإملاء الاختباري وتتجلى طريقته في أن يملي المعلم على تلاميذه فقرة جيدة الاختيار تلبي حاجة التلاميذ، وتناسب مداركهم، وتعطيهم فكرة متكاملة دون تكلف، وعلى الطلاب كتابة الفقرة التي تملى عليهم كتابة خالية من الأخطاء، مستدعين الملاحظات التي تم التطرق إليها في حصص الإملاء التعليمي وقت كتابتهم للفقرة، ويحبذ ألا تناقش الأخطاء التي يقع فيها الطلاب في حصة الإملاء الاختباري بل يرجىء المعلم ذلك إلى درس تال جديد تتم فيه المناقشة المستفيضة للأخطاء، وشرحها وتعليلها، وتعرف القواعد الإملائية التي تندرج تحتها الأخطاء في حصة دراسية كاملة.

ولو أمعنا النظر في اتجاه تعليم الإملاء في السلطنة يتبين بما لا يدع مجالاً للشك مبدأ التكامل الرأسي للأهداف المرسومة، حيث تبدأ بقاعدة عامة واسعة، ثم تتفرع وتتشعب في تدرج مخطط ومنسق له عبر الصفوف والمراحل الدراسية إلى أهداف جزئية تخدم الهدف العام وتصب في مجراه. ومن الأهداف التي تنتهجها السلطنة في تعليم الإملاء على سبيل المثال لا الحصر تمكين الطلاب من امتلاك زمام اللغة العربية، والسيطرة على حروفها، وكلماتها، وتراكيبها بما يتفق مع نسق اللغة وخصوصيتها، ومعالجة الأخطاء الشائعة التي كثيراً ما يقع فيها الدارسون من خلال ما يقرؤون ويكتبون، فضلاً عن إكساب التلاميذ عادات إيجابية كالدقة، والنظام، والانتباه، وتدريب حواسهم على الإجادة والإتقان والإذعان للحق فيما يكتبون، وتوسيع ثروتهم اللغوية، وخبراتهم، ومعارفهم السابقة.

ولما كان التقويم يؤدي دوراً فاعلاً في تحسين العملية التعليمية، ودفع عجلتها نحو التغيير، واتخاذ القرارات المناسبة والسليمة، فهو بذلك خطوة واعدة من خطوات التطوير، وباعثاً مهماً من بواعث الاستمرارية، وتحقيق أفضل نتائج الجودة، كان من الأهمية بمكان أن تتعدد أساليب تقويم دروس الإملاء في مناهج السلطنة، وتتفرع في أنماط ثلاثة يمكن أن نجملها في الآتي:

1- يجمع المعلم كراسات تلاميذه، ويقوم بتصحيحها خارج غرفة الصف أو داخلها، وذلك بوضع علامة مميزة تحت الخطأ الإملائي وله أن يكتب فوقها الصواب، أو يترك للطالب فرصة البحث عن الكلمة الصحيحة في قطعة الإملاء التي أملاها المعلم عليهم سلفاً الأمر الذي يمكن المعلم من كشف نواحي الضعف وأخطاء تلاميذه كلاً على حدة، إلا أنها تؤخر إطلاع التلاميذ على أخطائهم ليتخلصوا منها.

2- يطلب المعلم من التلاميذ تبادل كراساتهم داخل غرفة الصف الدراسي، وعلى كل طالب حينئذ أن يصحح الخطأ الإملائي الذي وقع فيه زميله بوضع علامة تحت الخطأ؛ لأن ذلك أدعى لتثبيت صورة الكلمة في ذهن الطالب.

3- يقوم التلميذ بتصحيح كراسته بنفسه، وهي طريقة مثلى تزيد من ثقة الطالب بنفسه؛ لمشاركته الفعلية في عملية التصحيح، وفي ظلال الطريقتين السابقتين – الثانية والثالثة – لا غنى عن وجود المعلم وإشرافه، ومتابعته المستمرة لطلابه أثناء القيام بعملية التصحيح لتوجيههم، وإرشادهم، وتتبع أخطائهم. والحقيقة أن المعلم إزاء الأنماط الثلاثة المتبعة في تقويم الإملاء هو في مندوحة من المراوحة بينها في السلك التعليمي، لكونها أجدى، وأنجع للأساليب التي أقرها التربويون، حيث تغرس في نفوس التلاميذ قيمة الملاحظة والاستكشاف، كما أنهم يتعلمون قيم الصدق، والأمانة، وتحمل المسؤولية، واليقظة، والإذعان للصواب بتمييزهم بين ما ينبغي أن يكتب، ومالا ينبغي لذلك.
وخلاصة القول لما ذكرنا سابقاً يجب أن تكون أساليب تقويم الإملاء تعليمية هادفة تحقق رسالة التربية، وترقى بالمجتمع ومعطيات تعليمه إلى مستوياته العليا. ([1])



([1]) رسالة التربية، العدد الخامس عشر – جمادى الثانية 1428هـ - يونيو 2007م

 
الرئيسية تواصل معنا .. لإي استفسار أو ملاحظة خريطة الموقع خصوصية الموقع الإسئلة الشائعة الشروط والأحكام احصائية الموقع
سنعلم أبناءنا ولو تحت ظل شجرة سنعلم أبناءنا ولو تحت ظل شجرة سنعلم أبناءنا ولو تحت ظل شجرة جميع الحقوق محفوظة لوزارة التربية والتعليم 2011 م جميع الحقوق محفوظة لوزارة التربية والتعليم 2011 م